وحَدثني أَبُو مُحَمَّد الصلحي، قَالَ: حَدثنِي أَبُو بكر مُحَمَّد بن عَليّ المادرائي بِمصْر، وَكَانَ شَيخا جَلِيلًا، عَظِيم الْحَال وَالنعْمَة والجاه، قديم الرياسة والولايات الْكِبَار للأعمال، وَقد وزر لخماوريه بن أَحْمد بن طولون، وتقلد مصر مَرَّات، وعاش سِتا وَتِسْعين سنة، وَمَات فِي سنة نَيف وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة، قَالَ: كنت أكتب لخمارويه بن أَحْمد بن طولون، فِي حداثتي، فركبتني الأشغال، وقطعني ترادف الْأَعْمَال عَن تصفح أَحْوَال المتعطلين.
وَكَانَ ببابي شيخ من شُيُوخ الْكتاب قد طَالَتْ عطلته، وَقد غفلت عَن تصريفه.