فِي مُلُوك الْأُمَم، أَن خَادِمًا من خدمك اتَّسع قلبه لهبة هَذَا المَال، من فضل إحسانك إِلَيْهِ، فيزيد فِي جلالة الدولة، وجلالة قيمتهَا، فيكسر ذَلِك الْأَعْدَاء الَّذين يكاثرونك.
فَسرِّي عَن الْمَأْمُون، وَزَالَ مَا بِقَلْبِه على عَمْرو. . 140
وَقُرِئَ على أبي بكر الصولي، بِالْبَصْرَةِ، وَأَنا أسمع، فِي كتاب (الوزراء) ، خبر فِيهِ ذكر الْفضل بن الرّبيع، وظفر الْمَأْمُون بِهِ، وعفوه عَنهُ، وَقُرِئَ بعقبه: حَدثكُمْ عون بن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا سعيد بن هريم، قَالَ: لما ظفر الْمَأْمُون بِالْفَضْلِ بن الرّبيع، وَمثل بَين يَدَيْهِ، قَالَ لَهُ: يَا فضل، أَكَانَ من حَقي عَلَيْك، وَحقّ آبَائِي، ونعمتهم عنْدك، وَعند أَبِيك، أَن تثلبني، وتشتمني، وتحرض على دمي؟ أَتُحِبُّ أَن أفعل بك مَعَ الْقُدْرَة، مَا أردته بِي؟