وَذكر مُحَمَّد بن عَبدُوس الجهشياري، فِي كِتَابه «الوزراء» : أَن مُوسَى الْهَادِي، سخط على بعض كِتَابه، وَلم يسمه، فَجعل يقرعه، ويؤنبه، ويتهدده، ويتوعده.
فَقَالَ لَهُ الْكَاتِب: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، إِن اعتذاري إِلَيْك فِيمَا تقرعني بِهِ رد عَلَيْك، وإقراري بِمَا بلغك عني، يُوجب ذَنبا لم أجنه، وَلَكِنِّي أَقُول كَمَا قَالَ الشَّاعِر:
إِذا كنت ترجو فِي الْعقَاب تشفيا ... فَلَا تزهدن عِنْد التجاوز فِي الْأجر
فصفح عَنهُ، وَأمر بترك التَّعَرُّض لَهُ، وَأحسن إِلَيْهِ، وَصَرفه مكرما.