حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَبَّةَ بْنِ جُوَيْنٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ لِي: يَا حَبَّةُ، مَا لِي أَرَاكَ أَصْبَحْتَ مَهْمُومًا؟ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، عَلَيَّ لأَمْرٍ مُحَاوَلَةٌ.
فَقَالَ: لَا تَضْجَرْ، أَمَا عَلِمْتَ مَا قُلْتُ فِي الصَّبْرِ.
فَقُلْتُ: وَمَا هُوَ؟ فَقَالَ:
اصْبِرْ عَلَى مَضَضِ الإِدْلاجِ فِي السَّحَرِ ... وَفِي الرَّوَاحِ إِلَى الْحَاجَاتِ وَالْبَكَرِ
وَذَكَرَ بَقِيَّةَ الأَبْيَاتِ
وَقَالَ آخر، وَفِيه صَنْعَة:
قد فرّج الله من الهجر ... ونلت مَا آمل بِالصبرِ
فِي سَاعَة الْيَأْس أَتَانِي المنى ... كَذَاك تَأتي دوَل الدَّهْر
وَقَالَ آخر:
مَا أحسن الصَّبْر فِي الدُّنْيَا وأجمله ... عِنْد الْإِلَه وأنجاه من الكرب