قَالَ: فَأخْرج الْخُرَاسَانِي الْكيس من كمه، وَتَركه بِحَضْرَتِهِ.
فَقَالَ للخادم: امْضِ إِلَى الْحرم، وَقل لَهُنَّ: مَا كنتن وعدتن بِهِ هَذِه الْجَارِيَة من إِحْسَان، فعجلنه السَّاعَة.
قَالَ: فجَاء الْخَادِم بأَشْيَاء لَهَا قدر وَقِيمَة، فَدَفعهَا إِلَيْهَا.
ثمَّ قَالَ للخراساني: خُذ كيسك فَاقْض مِنْهُ دينك، ووسع بباقيه على نَفسك وعَلى جاريتك، والزم الْعلم، فقد أجريت عَلَيْك فِي كل شهر قفيز دَقِيق، ودينارين، تستعين بهَا على أَمرك.
قَالَ: فوَاللَّه مَا انْقَطَعت عَن الْفَتى، حَتَّى مَاتَ أَبُو بكر بن أبي حَامِد.