وَلم يبْق مَعَه إِلَّا اثْنَتَانِ.
فضعفت نفس التَّاجِر، وأيقن بِالْهَلَاكِ، وَقَالَ للجناذي: اللهَ اللهَ فِي دمي.
فَقَالَ لَهُ الجناذي: لَا تخف، سأريك من رميي مَا يتحدث بِهِ، انْظُر إِلَى هَذَا الطَّائِر الَّذِي يطير فِي السَّمَاء، فَإِنِّي أرميه، فأصرعه على رَأسك، ثمَّ أرميك فَلَا أخطئك.
قَالَ: فَرفع البانواني رَأسه، ينظر إِلَى الطَّائِر، فَرَمَاهُ الجناذي، فَأصَاب فُؤَاده، فَخر صَرِيعًا، وَمَات.
فَقَالَ للتاجر: ارْجع الْآن آمنا.
فَرجع إِلَى دَاره، فَأَقَامَ عِنْده إِلَى أَن اجتازت بهم صُحْبَة، فَمضى التَّاجِر مَعهَا، فوصل إِلَى مأمنه.