فَنحْن ذَات يَوْم على شرب، ومعنا إِسْحَاق، إِذْ غنى إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي، فَقَالَ:
صونوا جيادكمُ واجلوا سلاحكمُ ... وشمروا إِنَّهَا أَيَّام من غلبا
فاستعاده الْمَأْمُون مرَارًا، وَبَان لي فِي وَجهه الغيظ وَالْغَضَب، والهم، وَزَوَال الطَّرب، وَلم يفْطن إِبْرَاهِيم.
وَترك الْمَأْمُون الْقدح الَّذِي كَانَ فِي يَده، ونهض، فظنناه يُرِيد الْوضُوء، ثمَّ غَابَ.
فَمَا شعرنَا إِلَّا وَقد استدعانا إِلَى مجْلِس آخر، فَإِذا هُوَ جَالس على سَرِير الْخلَافَة، بقلنسوة، وَثيَاب الهيبة، وَبَين يَدَيْهِ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم المصعبي، وَجلة القواد.