وحَدثني أَبُو الْعَلَاء الدَّلال الْبَصْرِيّ، بهَا، قَالَ: حَدثنِي أَبُو نصر بن أبي دؤاد، قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن أَبِيه، قَالَ: كنت يَوْمًا عِنْد الْمَأْمُون، وَقد جَاءُوهُ بإبراهيم بن الْمهْدي، وَفِي عُنُقه ساجور، وَفِي رجله قيدان، فَوقف بَين يَدي الْمَأْمُون.
فَقَالَ لَهُ: هيه، يَا إِبْرَاهِيم، إِنِّي استشرت فِي أَمرك، فأشير عَليّ بقتلك، فَرَأَيْت ذَنْبك يقصر عَن وَاجِب حق عمومتك.
فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، أَبيت أَن تَأْخُذ حَقك إِلَّا من حَيْثُ عودك الله، تَعَالَى، وَهُوَ الْعَفو عَن قدرَة.
فَقَالَ الْمَأْمُون: مَاتَ، وَالله، الحقد، عِنْد هَذَا الْعذر، يَا غُلَام، لَا يتَخَلَّف أحد من أهل المملكة عَن الرّكُوب بَين يَدَيْهِ عشر بدر، وَعشرَة تخوت ثِيَاب.
قَالَ: مَا رَأَيْت إنْسَانا جِيءَ بِهِ وَهُوَ مذنب، فَخرج وَهُوَ مثاب، وَأهل المملكة بَين يَدَيْهِ، إِلَّا هُوَ.