قلت:
أنعامكم معا لشام بصري ... دع والحجازى من طغى لا يجري
طعامه الكل سوى يزيدهم ... والصاخة اعدد لسوى دمشقهم
وأقول: تضمن البيت الأول الأمر بعدم قوله تعالى: {وَلِأَنْعَامِكُم} في سورتي النازعات وعبس وهذا معني قولي: معا، للشامي والبصري فيكون الموضعان معدودين لغيرهما، كما تضمن أن الحجازي لا يجري قوله تعالى في سورة النازعات: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى} ضمن الآيات المعدودة. فغير الحجازي وهم العراقي، البصري، والكوفي، والشامي ينظمونه في سلك الآيات المعدودة وقيدت طغى بقرنها بمن للاحتراز عن غير المقرون بها وهو {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} فإنه معدود بالاتفاق. وتضمن البيت الثاني الإخبار بأن قوله تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْأِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ} يعده سائر أئمة العدد ما عدا يزيد بن القعقاع وهو أبو جعفر فيتركه هذا الموضع من جملة المواضع التى اختلف فيها أبو جعفر وشيبة، كما تضمن الأمر بعد قولي تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّة} لجميع أهل العدد غير الدمشقي فلا يعده والخلاف في النازعات في موضعين ولأنعامكم، من طغى، وفي سورة عيسى في ثلاثة: إلى طعامه، ولأنعامكم، الصاخة، والله أعلم.