لا يتأتى مجيئه في الرجز من الشعر. ثم ذكرت أن لفظ جحيما في قوله تعالى: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا} ينقل عده غير الحمصي من العلماء ويترك عده الحمصي.
قلت:
رسولا المكي وخلف الثاني ... له وشيبا كلهم لا الثاني
كيتساءلون والمكي رد ... المجرمين مع دمشق في العدد
وأقول: أفاد البيت الأول أن رسولا في الأول وهو {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا} معدود للمكي ومتروك لغيره. ولم أقيده بالموضع الأول لأنه يفهم من قولي: "وخلف الثاني له" أي أن الخلف في الموضع الثاني للفظ رسولا وقع للمكي. فروي عنه تركه وروي عنه عده وهو الصحيح والموضع الثاني هو قوله تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا} فذكر الخلاف في الموضع الثاني يدل على أن رسولا في النظم المراد به الموضع الأول. وقولي: "وشيبا إلخ" معناه أن قوله تعالى: {يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا} يعده كل علماء العدد إلا المدني الثاني فيتركه. وقولي: "كيتساءلون" معناه أن الحكم في شيبا مثل الحكم في لفظ "يتساءلون" في سورة المدثر. وقد عرفت أن جميع علماء العدد يعدون "شيبا" ما عدا المدني الثاني فكذلك يقال في "يتساءلون" يعده الجميع إلا المدني الثاني. وقولي: "والمكي رد إلخ" أفاد أن المكي والدمشقي ردا عد قوله: "عن المجرمين" فيكون معدودا للمدنيين الأول والثاني والبصري والحمصي والكوفي فيتحصل من هذا أن المدني الأخير يترك عد "يتساءلون" ويعد "المجرمين" والمكي والدمشقي يعدان الأول دون الثاني. والباقون يعدون الموضعين معا وهم المدني الأول والبصري والحمصي والكوفي. ومواضع الخلاف في سورة المزمل خمسة: المزمل، وجحيما، إليكم رسولا، إلى فرعون رسولا، شيبا.
وفي سورة المدثر موضعان: يتساءلون، عن المجرمين، والله تعالى أعلم.