لم تطل أيّامه، فلبث في الوزارة حدود أربعين يوما. سبب وزارته أنه حضر يوما مجلس أمير الأمراء وهو يصادر قوما من الكتّاب ويعسفهم، وهم يلطّون [1] عليه فخلا القراريطيّ ببعض أصحاب أمير الأمراء وقال له: إن استوزرني الأمير نهضت له بأضعاف هذا وجمعت له الأموال، وما أحوجه إلى هذا الصّداع؟ فاستوزره توزون بعد يومين، ثمّ بعد يومين قبض عليه واستوزر الكرخيّ، فلم تطل أيّامه أيضا، ولبث فيها نحو خمسين يوما.
استوزره المتّقي وكاتبه بالإصعاد [2] إلى بغداد، فأصعد من واسط فاستوزر. ومكث في الوزارة دون شهر، ولم يستتبّ له أمر، وجرت بينه وبين المتّقي حروب وكانت تلك الأيّام أيّام فتن. ولما تولّى أبو عبيد الله البريديّ الوزارة هجاه أبو الفرج الأصفهانيّ مصنّف كتاب الأغاني بقصيدة طويلة أوّلها:
يا سماء اسقطي ويا أرض ميدي [3] ... قد تولّى الوزارة ابن البريديّ
(خفيف) (منها)
يا لقومي لحرّ صدري وعولي [4] ... وغليلي وقلبي المعمود [5]
حين سار الخميس [6] يوم خميس ... بالبريديّ في ثياب سود [7]