وكان حامد يلبس السّواد ويجلس في دست الوزارة [1] وعليّ بن عيسى يجلس بين يديه كالنائب، وليس عليه سواد ولا شيء من زيّ الوزارة، إلا أنّه هو الوزير على الحقيقة فقال بعض الشّعراء:
أعجب من كلّ ما رأينا ... أنّ وزيرين في بلاد
هذا سواد [2] بلا وزير ... وذا وزير بلا سواد
(منسرح) ثم عزل حامد، واستوزر المقتدر بعده عليّ بن الفرات، وسلمه إليه فقتله سرا.
لم تطل أيّامه، ولم تكن له سيرة تؤثر وتسطر، واختلّت الأمور عليه فصودر وعزل. ثم توفّي في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
كان صالح الأدب جيّد العقل مليح الخطّ بليغا، يذاكر بجميل الأخبار والأشعار كان السّبب في ولايته أمرا عجيبا. وهو أنّ أبا العبّاس المذكور كان