طرأت عليها دول كدولة بني بويه [1] ، وكانت عظمتها كما علمت، وفيها كبشهم وفحلهم عضد الدولة فناخسرو وكدولة بني سلجوق [2] وفيها مثل طغرلبك. وكالدّولة الخوارزمشاهية [3] وفيها مثل علاء الدين، وجريدة عسكره مشتملة على أربعمائة ألف مقاتل. وكدولة الفاطميّين بمصر، وقد وجّهوا عسكرا صحبة عبد من عبيدهم اسمه جوهر [4] لم ير عسكر أكثف منه، حتّى قال فيه شاعرهم وهو محمّد بن هانئ [5] المغربيّ:

فلا عسكر من قبل عسكر جوهر ... تخبّ المطايا فيه عشرا وتوضع

(طويل) وكخوارج خرجوا في أثنائها بجموع كثيرة، وحشود عظيمة. كلّ ذلك ولم يزل مملكهم، ولم تقو دولة على إزالة ملكهم ومحو أثرهم، بل كان الملك من هؤلاء المذكورين يجمع ويحتشد ويجرّ العساكر العظيمة، حتى يصل إلى بغداد، فإذا وصل التمس الحضور بين يدي الخليفة، فإذا حضر قبّل الأرض بين يديه، وكان قصارى ما يتمنّاه أن يوليه الخليفة ويعقد له لواء ويخلع عليه. فإذا فعل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015