الوراق، حدثنا جعفر الصائغ، حدثنا أحمد بن الطيب، حدثنا أبو الفتح الرقي، قال: قال الحسن: ليس حسن الجوار أن لا تؤذي جارك، إن من حسن الجوار أن تحمل أذى جارك.

ومن الفتوة الصبر على أذى السؤال. أنشدنا عبد الواحد بن أحمد الهاشمي، قال: أنشدني عبد الله بن يحيى العثماني لابن دريد:

لا يرهقنك ضجرةٌ من سائل ... فلخير دهرك أن ترى مسؤولا

لا تجبهن بالدفع وجه مؤمل ... فبقاء عزك أن ترى مأمولا

ومن الفتوة تصحيح الإخوة بترك المكافأة على الإساءة. أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان، حدثنا أحمد بن أبي الحواري، حدثنا أبو المغيس، عن أبي عبد الله الجهني، قال: في المواساة تجديد المؤاخاة، وترك المكافأة بين المعاداة.

ومن الفتوة ما أخبرنا الحسين بن أحمد بن موسى، قال: سمعت ابن الأنباري يقول: حدثنا أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي، قال: قيل لبعض الأعراب: ما الفتوة؟ قال: طعام مبذول، وبشر مقبول، وعفاف معروف، وأذى مكفوف.

ومن الفتوة استعمال المروءة مع قلة ذات اليد. أنشدني محمد بن طاهر الوزيري لبعضهم:

وفتى خلا من ماله ... ومن المروءة غير خالي

أعطاك قبل سؤاله ... فكفاك مكروه السؤال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015