العَفُوُّ، الرَّؤوف، مالِكُ المُلْكِ، ذُو الجَلالِ والإكْرَام، المُقْسِطُ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
صفات الفعل (العفوُّ) الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي من عفا الأثر ذهب فكأن الذنب بالعفو عنه اندرس وذهب أثره وهو أبلغ من الغفور لأن الغفران ينبيء عن الستر والعفو ينبيء عن المحو فمرجعه إلى صفة الكرم وعقبه لما قبله لأن الإنتقام سوط يسوق العبد إلى ربه والعفو زمام يقود إليه (الرَّؤُوف) ذو الرأفة شدة الرحمة فهو أبلغ من الرحيم بمرتبة ومن الراحم بمرتبتين ووقع في نسخة من الطيبي ومن الرحمن بمرتبتين فاعترضه ابن حجر الهيتمي بأنه يأتي على أن الرحيم أبلغ من الرحمن وهو قول ليس بمشهور والمشهور أن الرحمن أبلغ اهـ، وقيل الفرق بين الرأفة والرحمة أن الرأفة إحسان مبدأه شفقة المحسن والرحمة إحسان مبدأه فاقة المحسن إليه ثم الرحمة لكونها مستحيلة عليه يقال المراد بها غايتها من الإحسان والتفضل فتكون صفة فعل أو إرادته فتكون صفة ذات قال في شرح المشكاة الرأفة باطن الرحمة والرحمة من أخص أوصاف الإرادة بناء على أنها صفة ذات أي إرادة الأفعال ومن كشف الضرر ودفع السوء بنوع من اللطف والرأفة بزيادة رفق ولطف (مالِكُ المُلكِ) هو الذي ينفذ مشيئته في ملكه يجري الأمور فيه على ما يشاء لا مرد لقضائه ولا معقب لحكمه (ذُو الجلال والإِكْرَامِ) معنى الجلال كما دل عليه كلام القشيري في التخيير استحقاق أوصاف العلو وهي الأوصاف الثبوتية والسلبية وعليه فالإكرام المقابل له إكرام العباد بالإنعام عليهم وعلى هذا جرى الغزالي في المقصد الأسني وفسر بعضهم بالصفات السلبية لأنه يقال فيها جل عن كذا وكذا والإكرام بالثبوتية وممن جرى عليه البيضاوي قال في شرح الأسماء المسمى أماني أولي الألباب والكرماني في شرح البخاري وفسر بعضهم الجلال بالصفات الثبوتية والإكرام بالسلبية عكس ما قبله ويعبر هؤلاء عن الصفات السلبية بالنعوت فيقال صفات الجلال ونعوت الإكرام قاله ابن أبي شريف قال في الحرز والمجموع اسم واحد خلافًا لما يوهمه الحنفي ذو الجلال قريب من الجليل والجلال العظمة والإكرام التكريم والتعظيم اهـ قلت ومثله في ذلك التعبير عبارة شرح المشكاة للشيخ ابن حجر لكن لما كان هنا الإيهام مدفوعا يكون العدد محصورا والمعنى ظاهرًا لم ينظر لذلك الإيهام والله أعلم. (المُقسِطُ)