دُبُرَ كُلِّ صلاةٍ مَكْتُوَبةٍ، ثلاثًا وثلاثينَ تَسْبِيحَةً، وثَلاثًا وثَلاثينَ تَحْمِيدَةً، وأرْبَعًا وَثَلاثِينَ تكْبِيرَةً".

وروينا في "صحيح مسلم" عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ سَبحَ اللهَ في دُبُرِ كل

ـــــــــــــــــــــــــــــ

لا يخيب الخ. من إطلاق عموم الفضل ما لا يعبر عنه لسان ولا يضبطه فهم إنسان فإن ما يقول فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يخيب لا تدري نفس ما أخفي لهم من قرة أعين في الدنيا والآخرة وما بينهما اهـ. قوله: (دبُرَ) تقدم ضبط هيئته ومعناه وأما إعرابه فقيل ظرف لقائل أو فاعل وقيل صفة بعد صفة وقيل خبر بعد خبر. قوله: (ثلاثًا وثلاثينَ) بالنصب كذا في نسخ الأذكار وهو الذي وقفت عليه في صحيح مسلم في طريقه والذي في نسخ المشكاة والسلاح والحصن بالرفع وخرجه ابن الجوزي على أنه خبر عن قوله معقبات وأو للشك وربما يقال للقائل فاعل إذ القول فعل من الأفعال وقال ابن حجر في شرح المشكاة خبر أول أو ثالث أو خبر مبتدأ محذوف والجملة للبيان اهـ، وكأن النصب بفعل محذوف أي يسبح تسبيحًا ثلاثًا وثلاثين الخ، ويحمد ويكبر الخ. أو يذكر ذكرًا ثلاثًا وثلاثين الخ. فثلاثَا وثلاثين منصوب لكونه صفة للمصدر أو بدلًا منه كما تقدم نظيره والجملة مستأنفة استئنافًا بيانيًّا أتي بها للبيان والله أعلم. قوله: (وأَربعًا وثلاثِينَ) هكذا هو بالنصب في إحدى روايتي مسلم ووجهه العطف على ما قبله وفي رواية

أخرى هو بالرفع مع نصب ما قبله ولعله على الاستئناف فأربع مبتدأ خبره محذوف أي يكمل بها المائة ولهذه المخالفة صلة مما قبله والله أعلم.

قوله: (وَرَوَينَا في صحيح مسلِم) وكذا رواه أبو داود والنسائي أيضًا عن أبي هريرة وفي بعض طرق النسائي من سبح دبر كل صلاة مكتوبة مائة وكبر مائة وهلل مائة وحمد مائة غفرت له ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر كذا في السلاح وأخرج الحافظ الحديث من طريق أبي نعيم في المستخرج وابن خزيمة والطبراني كلهم عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره قال الحافظ وقدم ابن خزيمة في روايته التكبير على التحميد وزاد فذلك تسع وتسعون وقال غفرت خطاياه وقال الحافظ أخرج الحديث الغرياني في كتاب الذكر وأخرج نحوه الطبراني وكذا هو عند أحمد وأخرجه أبو عوانة ومالك في الموطأ عن أبي عبيد شيخ سهيل فلم يرفعه واختلف على سهيل في إسناده وسياق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015