أنتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السلامُ، تَبَارَكْتَ يا ذا الجَلالِ والإكْرَام".

قيل للأوزاعي وهو أحد رواة الحديث كيف الاستغفار؟ قال: تقول: أسْتَغْفِرُ الله، أسْتَغْفِرُ الله.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

وأطال فيه. قوله: (أَنتَ السلامُ) أي السالم من التغيرات والآفات أو معطي السلامة لمن تشاء. قوله: (ومِنْكَ السلامُ) أي يرجى ويستوهب ويتوقع وقال السيوطي في حاشية سنن النسائي السلام الأول من أسماء الله تعالى والثاني السلامة ومعناه أن السلامة من المهالك إنما تحصل لمن سلمه الله قال ابن الجوزي في التصحيح وأما ما يزاد بعد قوله ومنك السلام من نحو وإليك يرجع السلام فحينا ربنا بالسلام وأدخلنا دار السلام فلا أصل له بل هو مختلق اهـ، وقال ابن حجر في شرح المشكاة على أن قوله وإليك الخ، معناه كالذي قبله بيان لأنت السلام أي ليست سلامتك من النقائص والحوادث والغير ناشئة عن غيرك بل ذلك ثبت لك لذاتك من حيث الذات لا بواسطة أحد كيف وأنت الذي تسلم الغير من المخاوف وإليك يرجع جميع سلام المسلمين إذ ليس منهم إلّا صورته أما حقيقته فصادرة منك وراجعة إليك. قوله: (يا ذا الجلال والإكرام) هذه إحدى روايات مسلم وفي رواية أخرى له ذا الجلال بحذف حرف النداء ذو بمعنى صاحب وهو لكونه كناية أبلغ منه وفي حاشية شرح التفتازاني للعقائد النسفية للعلامة ابن أبي شريف ما لفظه ومعنى الجلال كما دل عليه كلام القشيري في التخيير استحقاق أوصاف العلو وهي الأوصاف الثبوتية والسلبية وعليه فالإكرام المقابل له اكرام العباد بالإنعام عليهم وعلى هذا جرى الغزالي في المقصد الأسنى وفسر بعضهم الجلال بالصفات السلبية لأنه يقال فيها جل عن كذا وعن كذا والإكرام بالصفات الثبوتية وممن جرى على ذلك البيضاوي في شرح الأسماء الحسنى والكرماني في شرح البخاري وفسر بعضهم الجلال بالصفات الثبوتية والإكرام بالسلبية عكس التفسير السابق ويعبر هؤلاء عن الصفات السلبية بالنعوت فيقولون صفات الجلال ونعوت الإكرام اهـ. قوله: (قيل للأوزاعي) القائل له أبو الوليد كما في مسلم وذكره الحافظ كذلك والأوزاعي نسبة إلى الأوزاع قال في لب اللباب وهي قرى متفرقة فيما أظنه

بالشام منها أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي والأوزاع التي ينسب إليها قرية خارج باب الفراديس مات سنة سبع وخمسين ومائة وقال الشيخ عز الدين الصواب أنه الأوزاع بطن من ذي الكلاع من اليمن وقيل بطن من همدان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015