. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لما ذكرناه من التقرير "وثبت في الحديث الصحيح في سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة أي عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول غفرانك وروى النسائي وابن ماجة باقيه " أي في حديث مستقل على ما لا يخفى على المتقين المشتغل فهو عند النسائي من حديث أبي ذر وعند ابن ماجة من حديث أنس ثم رأيت الحافظ ابن حجر أشار إلى بعض ما ذكرته أولًا من قولي أولًا فقد رويا ذلك إلخ، وآخرًا من قولي فهو حديث مستقل، وعبارته كلام الشيخ يوهم إن الحديث واحد اختصره بعضهم وليس كذلك بل قوله غفرانك أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة كلهم عن عائشة والكلام الذي بعده أخرجه النسائي من حديث أبي ذر وابن ماجة من حديث أنس والأسانيد الثلاثة متباينة وحديث عائشة أخرجه أحمد والبخاري في الأدب المفرد أيضًا قال الحافظ وسنده حسن صحيح ومداره عند جميع رواته على إسرائيل بن يونس قال الدارقطني تفرد به إسرائيل عن يوسف ويوسف عن أبيه وأبوه عن عائشة وقال الترمذي حديث حسن غريب ولا نعرف في الباب إلَّا حديث عائشة قال الحافظ إن أراد هذا اللفظ بخصوصه ورد عليه حديث علي وبريدة وقدمناه في الباب قبله وإن أراد أعم من ذلك. وردت عليه أحاديث أبي ذر وأنس وشواهدها فلعله أراد مما يثبت ووقع في المهذب بلفظ "ما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من الخلاء إلّا قال غفرانك" قال المصنف في شرحه أخرجه الأربعة عن عائشة ولفظهم كلهم "كان إذا خرج من الغائط قال غفرانك" وبين اللفظين تعارض قال الحافظ أخرجه الترمذي بلفظ الخلاء والنسائي بلفظ ما خرج إلّا فاندفع الاعتراض وذكر ابن أبي حاتم في العلل إن حديث عائشة أصح شيء في الباب وفيه إشارة إلى أنه ورد فيه غيره وحديث أبي ذر حسن أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة من طريق سفيان الثوري عن أبي ذر موقوفًا أنه كان يقول إذا خرج من الخلاء الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني وأخرجه من طريق شعبة عن منصور