وكانَ لَهُمْ حَسْرَةً".

وروينا فيه عن أبي هريرة أيضاً عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ قَعَدَ مَقْعَداً لَمْ يَذْكُرِ الله تَعالى فِيهِ كانَتْ عَلَيهِ مِنَ اللهِ تِرَةٌ، وَمَنِ اضْطَجَعَ مَضْجَعاً لا يَذْكُرُ الله تَعالى فِيهِ كانَتْ عَلَيهِ مِنَ الله تِرَةٌ".

قلت: تِرة بكسر التاء وتخفيف الراء، ومعناه: نقص، وقيل: تَبِعة، ويجوز أن يكون حسرة كما في الرواية الأخرى.

وروينا في كتاب الترمذي عن أبي هريرة أيضاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِساً لَمْ يَذْكُرُوا الله تَعالى فِيهِ، ولَمْ يُصَلُّوا على نَبِيهِمْ فِيهِ، إلاَّ كانَ عَلَيهِمْ تِرَةً، فإنْ شاءَ عَذبَهُمْ، وإنْ شَاءَ غفَرَ لَهُمْ" قال الترمذي: حديث حسن.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

وهو اللهو واللعب لاستيلاء حجاب الغفلة حتى منعه عن ذلك النفيس الذي لا أنفس منه وهو ذكر الله تعالى قال ابن الجزري قوله عن جيفة حمار أي عن نتنه وقبحه والجيفة جثة الميت زاد في النهاية إذا نتن ومجمله إنه شبه مجلس الغفلة بالجيفة والقيام عنه بالتفرق عنها في الجملة قيل وضمن قام معنى تجاوز أو تعدى فعدى بعن. قوله: (وكان لهم

حسرة) أي ما ذكر من الجلوس مع الغفلة عن الذكر والقيام عنه كذلك أو كان ذلك المجلس لهم متعلقاً بحسرة وهي خبر كان ووقع في نسخة برفع حسرة فتكون كان تامة أي وقع لهم أي عليهم كقوله تعالى: {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} أي فلها حسرة وندامة حيث لا تنفع الندامة. قوله: (وروينا فيه) أي في سنن أبي داود وتقدم الكلام على سنده وما يتعلق به في باب كراهة النوم من غير ذكر الله تعالى. قوله: (مقعداً) إما أن يكون مفعولاً مطلقاً أو ظرف مكان. قوله: (ترة الخ) الهاء فيه عوض عن الواو المحذوفة: مثل وعد عدة. قوله: (وروينا في كتاب الترمذي) أي بهذا اللفظ وإلا فالحديث عنده وعند أبي داود والنسائي والحاكم وابن حبان كما سبق في كلام السلاح وفي الحرز وكذا رواه ابن ماجه عن أبي هريرة وأبي سعيد. قوله: (فإن شاء عذبهم) أي على ذنوبهم الماضية لا على ترك الذكر فإنه ليس بمعصية كذا في الحرز وقيل: إنه على سبيل الزجر والتهديد إذ الله أن يعذب من غير ذنب فكيف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015