"ائْذَنْ لِعَشَرَة"، فأذن لهم فدخلوا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُوا وَسَمُّوا اللهَ تعالى، فأكلوا حتى فعل ذلك بثمانين رجلًا".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
- صلى الله عليه وسلم - جالسًا في المسجد ومعه النّاس فقبلت عليهم فقال: أرسلك أبو طلحة فقلت: نعم فقال: الطعام فقلت: نعم فقال - صلى الله عليه وسلم - لمن معه: قوموا فانطلق فانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة: يا أم سليم قد جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناس وليس عندنا ما نطعمهم قالت: الله ورسوله أعلم فانطلق أبو طلحة حتى لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - فأقبل - صلى الله عليه وسلم - معه حتى دخلا فقال - صلى الله عليه وسلم -: هلمي ما عندك يا أم سليم فأتت بذلك الخبر فأمر به - صلى الله عليه وسلم - ففت وعصرت عليه عكة لها فآدمته ثم قال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما شاء الله أن يقول ثم قال: ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شعبوا ثم خرجوا ثم قال: ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا حتى أكل القوم كلهم وشبعوا والقوم سبعون أو ثمانون رجلًا، والحديث الآخر فيه أن أنسًا قال: بعثني أبو طلحة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأدعوه وقد جعل طعامًا فأقبلت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع النّاس فنظر إلي فاستحييت فقلت أجب أبا طلحة فقال للناس قوموا وذكر الحديث وأخرج لهم شيئًا من أصابعه وهذا الحديث قصة أخرى بلا شك وفيها ما في الحديث الأول وزيادة علم من أعلام النبوة وهو إخراج ذلك الشيء من بين أصابعه الكريمة - صلى الله عليه وسلم - اهـ. قوله: (ائذن لعشرة الخ) إنما لم يأذن لهم دفعة واحدة لئلا يقع نظرهم على الطعام فيتقالوه فتذهب منه البركة أو لأن الإناء لم يسع استدارة أكثر من عشرة ثمة أو لأن المكان لا يتسع لأكثر من ذلك العدد. قوله: (وسموا الله) أي اذكروا اسم الله تعالى على الطعام ولا تكفي تسمية الأولين وقولهم إن التسمية من واحد تكفي عن الباقي محمول على جماعة يعدهم العرف مجتمعين وما هنا ليس كذلك لانقطاع تسمية الأولين بقيامهم والله أعلم، قال المصنف
في الحديث تكثير الطعام وعلمه - صلى الله عليه وسلم - بأن هذا القليل يكفي الكثير اهـ. ثم اختلف العلماء في أن تكثير الطعام القليل الذي هو من معجزاته - صلى الله عليه وسلم - هل هو بإيجاد معدوم أو بإيقاع البركة في الموجود والإجزاء به مع قلته