- صلى الله عليه وسلم - دخل على أم حَرام، فنام ثم استيقظ وهو يضحك، فقالت: وما يضحكك يا رسول الله؟ قال: "ناسٌ مِنْ أُمَّتي عُرِضُوا عَليَّ غُزَاةً في سَبِيلِ الله يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هَذَا البَحْرِ مُلوكا على الأسِرَّةِ أوْ مِثْلَ المُلوكِ"، فقالت: يا رسول الله، ادعُ الله أن يجعلني منهم فدعا لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قلت: ثبج البحر، بفتح
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الستة وزاد الحافظ وأخرجه أحمد. قوله: (على أم حرام) زاد في رواية بنت ملحان وكانت تحت عبادة بن الصامت وهي الغميصا بالغين بالمعجمة والصاد المهملة، والغمص والرمص نقص يكون في العين قال في الصحاح الرمص بالتحريك وسخ يجمع في الموق فإن سأل فهو غمص وإن جمد فهو رمص اهـ. قال في المفهم ولعل الغمص هو الذي كان غالبًا على نساء الأنصار وهو الذي عني - صلى الله عليه وسلم - حيث قال فإن في عيون الأنصار شيئًا اهـ. وفي الحديث عند من ذكر أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يدخل عليها وينام عندها وكذا ورد عنه مع أختها فقيل إن ذلك لمحرمية من رضاع أو غيره وجرى عليه المصنف في شرح مسلم ونقل فيه اتفاق العلماء ثم قال: قال ابن عبد البر وغيره كانت إحدى خالاته - صلى الله عليه وسلم - من الرضاعة وقال آخرون بل كانت خالته لأبيه أو لجده لأن أم عبد المطلب كانت من في النجار وقال آخرون الصواب عدم المحرمية وإنما من خصائصه - صلى الله عليه وسلم - جواز الخلوة بالأجنبية لثبوت عصمته وكمال أفضليته روى لأم حرام عنه - صلى الله عليه وسلم - سبعة أحاديث اتفقا على هذا الحديث الواحد ولم يرويا عنها غيره وخرج عنها ما عدا الترمذي من أصحاب السنن الأربعة ماتت بقبرس مع زوجها عبادة بن الصامت وذلك عام سبع وعشرين فكان موتها هنالك كذلك من معجزاته - صلى الله عليه وسلم - وإجابة دعوته. قوله: (فنام) بعد أن قدمت له بعض الطعام فأكل منه ثم جلست تفلي رأسه - صلى الله عليه وسلم - فنام وسكت المصنف عن ذكر ذلك لكونه خارجًا عن مقصود الترجمة. قوله: (وهو يضحك) هذا الضحك فرح وسرور لكون أمته تبقى بعده متظاهرة على الإسلام قائمة بالجهاد حتى في البحر. قوله: (ملوكًا على الأسرة) قيل: هذه صفة لهم في
الآخرة إذا دخلوا الجنة والأصح إنها صفة لهم في الدنيا أي يركبون مراكب الملوك لسعة حالهم وكثرة عددهم. قوله: (فدعا لها رسول - صلى الله عليه وسلم -) وسكت