الدُّنْيا حَسَنَةً، وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وقِنا عَذَابَ النارِ".

"اللَّهُمَّ إني ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وإنه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ فاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْني إنكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحيمُ".

"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي مَغْفِرَةً تُصْلِحْ بِها شَأني في الدَّارَينِ، وارْحَمْني رحمَةً أسْعَدْ بِها في الدّارين، وتُبْ عليَّ تَوْبَةً نصوحًا لا أنْكُثها أبَدًا، وألْزِمْني سَبِيلَ الاسْتقَامَةِ لا أزيغ عَنْها أبَدًا".

"اللَّهُمَّ انْقُلْني مِنْ ذُل المَعْصِيَةِ

ـــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع من أحاديث تقدم أي

الأول منها قريبًا ويأتي قريبًا أيضًا والثاني تقدم في باب الدعاء بعد التشهد أي من حديث الصديق والثالث لم أقف عليه مسندًا والرابع تقدم في باب ما يقول من غلبه الدين والخامس وقع بعضه في حديث أبي سعيد بسند ضعيف في مسند الفردوس اهـ. والدعاء المختار في هذا المحل كثير وقد ذكر الزعفراني منه نحو عشرين ورقة لكن قال الأذرعي ولا أحسب له أصلًا أي مجموع ذلك وإلا فقد خرج الحافظ في الأمالي بعض أحاديث وآثارًا في ذلك والله أعلم وأورد بعضًا منها جدي في مثير شوق الأنام. قوله: (فاغفر لي مغفرة) أي عظيمة يتسبب عنها صلاح الدارين والشأن كما سبق الأمر، وكون الغفران سببًا في صلاح الآخرة ظاهر أما الدنيا فلأنه حينئذٍ ينتظم في سلك الخالص من العصيان المستدعي للحرمان كما ورد في الحديث إن العبد ليمنع من الرزق بالمعصية يفعلها أو كما ورد. قوله: (وارحمني) أي أرد لي الخير في الدارين وافعل بي ذلك. قوله: (توبة نصوحًا) هو بفتح النون صفة التوبة وبضمها مصدر وصف به التوبة على سبيل المبالغة روي عن عمر وعبد الله أنها التي لا عودة بعدها كما يعود اللبن للضرع ورفعه معاذ للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقوله: إلا أنكثها أبدًا) كالتفسير لها. قوله: (سبيل الاستقامة) أي امتثال الأوامر واجتناب النواهي وفي الرسالة القشيرية الاستقامة درجة بها كمال الأمور وتمامها وبوجودها حصول الخيرات ونظامها ومن لم يكن مستقيمًا في حالته ضل سعيه وخاب جهده وفيها قيل: إن الاستقامة لا يطيقها إلا الأكابر لأنها الخروج عن المعهودات ومفارقة الرسوم والعادات والقيام بين يدي الله تعالى على حقيقة الصدق فلذلك قال - صلى الله عليه وسلم -: "استقيموا ولن تحصوا" اهـ. قوله: (لا أزيغ) أي لا أميل.

قوله: (من ذل المعصية الخ) قال ابن القيم في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015