وأما رؤية القمر، فروينا في كتاب ابن السني، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي، فإذا القمر حين طلع فقال: "تَعَوَّذِي باللهِ مِنْ شَرّ هَذَا الغاسِق إذَا وَقَبَ".
وروينا في "حلية الأولياء" بإسناد فيه ضعف، عن زياد النميري، عن أنس رضي الله عنه، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الراوي عن ابن مطرف وباقي رواته ثقات. قوله: (وأَمَا رُؤْيةُ القَمر فَرَوَيْنَا في كِتَاب ابنِ السُني الخ) قال الحافظ هذا حديث حسن غريب أخرجه الترمذي والنسائي مع كون ابن السُّني أخرجه عن النسائي وأعجب من ذلك أنه ضعف هذا الحديث في فتاويه مع قول الترمذي فيه إنه حديث حسن صحيح وكذا صححه الحاكم ورجاله ورجال الصحيح إلَّا الحارث يعني ابن عبد الرحمن الراوي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة فقال علي بن المديني فيه مجهول ما روى عنه إلا ابن أبي ذئب وخالفه يحيى بن معين فقال مشهور وقواه أحمد والنسائي فقالا لا بأس به وقد روى عنه أيضًا محمد بن إسحاق حديثًا آخر وأقل درجاته أن يكون حديثًا حسنًا اهـ. "قلت" وكذا تعقبه تلميذه ابن العطار في هامش نسخته من الفتاوى في تضعيف الخبر بأن عبد الحق أورد الحديث في أواخر أحكامه الكبرى ونقل قول الترمذي إنه حديث حسن صحيح وسكت عليه. قوله: (تعوَّذِي بالله الخ) قال المصنف في فتاويه الغسق الظلمة وسماه غاسقًا لأنه ينكسف ويسود ويظلم والوقوب
الدخول في الظلمة ونحوها مما يستره من كسوف وغيره قال الإِمام الحافظ أبو بكر الخطيب يشبه أن يكون سبب الاستعاذة منه في حال وقوبه لأن أهل الفساد ينتشرون في الظلمة ويتمكنون فيها أكثر مما يتمكنون منه في حال الضياء فيقدمون على العظائم وانتهاك المحارم فأضاف فعلهم في ذلك الحال إلى القمر لأنهم يتمكنون منه بسببه وهو من باب تسمية الشيء باسم ما هو من سببه أو ملازم له اهـ. قوله: (وَرَوَيْنَا في حِلْيةِ الأَوليَاءِ الخ) قال الحافظ بعد تخريجه من طريق الطبراني في الدعاء تنتهي إلى محمد بن أبي بكر المقدمي ومن طريق أخرى من غير طريقة الطبراني تنتهي إلى عبيد الله بن عمر القواريري قال حدثنا