على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد خرج في أصبعي بثرة، فقال: عِندَكِ ذَرِيرَةٌ؟ فوضعها عليها وقال: قُولي: اللهُم مُصَغِّرَ الكَبِيرِ ومُكَبِّرَ الصَّغِيرِ صَغِّر ما بي، فطفئت".
قلت: البثرة بفتح الباء الموحدة وإسكان الثاء المثلثة، وبفتحها أيضًا لغتان: وهو خراج صغار ويقال: بثر وجهه وبثر بكسر الثاء وفتحها وضمها ثلاث لغات. وأما الذريرة: فهي فتات قصب من قصب الطيب يجاء به من الهند.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
رجليه ثم قال اللهم مطفئ الكبير ومكبر الصغير وفي رواية مطفئ الصغير ومصغر الكبير أطفئها عني فطفئت حديث صحيح أخرجه النسائي في اليوم والليلة وأخرجه الحاكم وقال صحيح الإسناد وهو
كما قال فإن رواته من أحمد إلى منتهاه من رواة الصحيحين إلَّا مريم بنت إياس بن البكير صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد اختلف في صحبتها وأبوها وأعمامها من كبار الصحابة ولأخيها محمد رؤية، وأشار الحاكم إلى أن الزوجة المبهمة زينب بنت جحش وأخرجه ابن السني وخالف في سياق المتن ظاهره واتفاق الأئمة على خلاف روايته دال على إنه وقع له في سنده وهم فإنه قال بنت أبي كثير وعجب من عدول الشيخ عن التخريج من كتاب النسائي مع تشدده وعلوه إلى كتاب ابن السني مع تساهله ونزوله اهـ. قوله: (البَثْرة الخ) قال في التهذيب نقلًا عن الصحاح البشر والبثور خراج صغار واحدتها بثرة وقد بثر وجهه بثرًا أي كنصر ينصر نصرًا وكذلك بثر وجهه بالكسر والضم ثلاث لغات وقال صاحب المحكم البشر والبثر خراج صغار وخص بعضهم به الوجه ببثر بثرًا وهو وجه بثر بين البشر وبثر يبثر بثرًا قال الأزهري البثور مثل الجدري يقيح على الوجه وغيره من بدن الإنسان واحدها بثرة اهـ. قوله: (خُراجٌ) بضم الخاء المعجمة وتخفيف المهملة آخره جيم وهو القرحة في الجسد كذا في التهذيب للمصنف وهو صريح في أن الخراج مفرد وحينئذٍ فكان حقه أن يقول هنا وهو خراج صغير كما عبر به في التهذيب لكن في المغرب الخراج بالضم البشر واحده خراجة وقيل هو كل ما يخرج على الجسد من دمل ونحوه اهـ، وبه يتضح قوله هنا الصغار والله أعلم.