فقال: إذا أردت أن ينقطع عنك، فأيّ وقت أحسست به فافرح، فإنك إذا فرحت به انقطع عنك، لأنه ليس شيء أبغض إلى الشيطان من سرور المؤمن، وإن اغتممت به زادك قلت: وهذا مما يؤيد ما قاله بعض الأئمة: إن الوسواس إنما يبتلى به من كمُل إيمانه، فإن اللص لا يقصد بيتًا خَرِبًا.
روينا في "صحيحي البخاري ومسلم" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: انطلق نفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفرة سافروها، حتى نزلوا على حي من أحياء العرب، فاستضافوهم، فأبَوْا أن يضيفوهم، فلُدِغَ سيد ذلك الحي، فسعَوْا له بكل شيء، لا ينفعُه شيء فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهْطَ الذين نزلوا لعلهم أن يكونَ عندهم بعضُ شيء، فأتَوْهم فقالوا: يا أيها الرهط؟ إن سَيدَنا لُدِغَ، وسَعَيْنا له بكل شيء، لا ينفعُه شيء، فهل عند أحد منكم من شيء؟ قال بعضهم: إني والله لأرقي، ولكن والله لقد استضَفْناكم فلم تضيفونا، فما أنا برَاقي لكم
ـــــــــــــــــــــــــــــ
باب ما يقرأ على المعتوه والملدوغ
بالغين المعجمة وسبق في أذكار المساء والصباح الفرق بين اللذع بالذال المعجمة فالعين المهملة واللدغ بالدال المهملة فالغين المعجمة بما حاصله إن الأخير خاص بذوات السموم من عقرب وحية ونحوهما. قوله: (وَرَوَينا في صحيحَي البخاري ومسلم) وكذا رواه الأربعة وفي رواية للترمذي فقرأت عليه: {الْحَمْدُ لِلَّهِ} [الفاتحة: 2] سبع مرات كذا في السلاح وزاد الحافظ فذكر فيمن أخرجه الإمام أحمد مختصرًا وكذا رواه مسلمِ وفي هذه الرواية زيادة قال رسول الله من أكل برقية باطل فقد أكل برقية حق. قوله: (لا ينفعهُ شيء) استئناف. قوله: (إِن سيدَنَا لُدِغ) في رواية للبخاري أي سيد الحي سليم من أسماء الأضداد ويقال للديغ سليم تفاؤلا بسلامته وقيل مستسلم لما به اهـ. قوله: (فَقَال بعضُهُم) هو أبو سعيد الخدري مصرحا به في الترمذي والنسائي وابن ماجة. قوله: (إِنِّي لأَرقِي) مضارع