العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إله إلا اللهُ رَب العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلهَ إلا اللهُ رَب السموَاتِ وَرَبُّ الأرض رَب العَرْشِ الكَرِيمِ".
وفي رواية لمسلم: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا حَزَبَه أمرٌ قال ذلك" قوله "حزبه أمر" أي نزل به أمر مهم، أو أصابه غم.
وروينا في كتاب الترمذي، عن أنس رضي الله عنه، عن
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كخوف مزعج يخشى منه الناس وطمع يخشى معه أمن المكر وغيرهما مما يخشى أن يؤدي إلى مذموم اهـ. قوله: (العظيمُ) أي ذاتا وصفة فلا يتعاظمه مسؤول وإن عظم ومنه إزالة الكرب الذي لا يزيله غيره. قوله: (الحَليمُ) أي على من قصر في خدمته فلا يعاجله بعقوبته بل يكشف السوء بمنه ورحمته. قوله: (العرشِ العظيمِ) بالجر ويجوز رفعه وسيأتي وجههما ومن وسعت ربوبيته العرش الذي وسع المخلوقات بأسرهم جدير بأن يزيل الكروب ويرفع اللغوب. قوله: (رب العرشِ الْكريمِ) وفي بعض نسخ الحصين ورب بزيادة واو العطف ثم الكريم بالجر أو الرفع قال الحافظ العسقلاني نقل ابن التين عن الداودي أنه رواه برفع العظيم وكذا برفع الكريم على أنهما نعتان للرب والذي ثبت في رواية الجمهور الجر على أنهما نعتان للعرش وكذا قرأه الجمهور في قوله تعالى: (رَبُّ العَرشِ العظِيم) [التوبة: 129] ورب العرش الكريم بالجر وقرأ ابن محيض بالرفع فيهما وجاء ذلك عن ابن كثير وأبي جعفر المديني أيضًا وأعرب بوجهين أحدهما ما تقدم، الثاني أن يكون نعتًا لعرش ورفعه على القطع على إضمار مبتدأ محذوف للمدح ورجح بحصول توافق الروايتين ورجح أبو بكر الأصم الأول لأن وصف الرب بالعظيم أولى من وصف العرش به وفيه نظر لأن وصف ما يضاف للعظيم أقوى في تعظيم العظيم وقد نعت الهدهد عرش بلقيس بأنه عرش عظيم ولم ينكر عليه سليمان - عليه السلام -.
قوله: (وفي رِواية لمسلم أَن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - كانَ إِذَا حزَبَهُ أَمرٌ قَال ذَلِكَ) قال الحافظ بعد تخريجه: فذكره مثل رواية الصحيحين لكن قدم الكريم على العظيم وزاد في آخره ثم يدعو، وقال: أخرجه
مسلم وأبو عوانة والنسائي. وقوله: (حَزَبهُ) قال القرطبي هو بالحاء المهملة والزاي والباء الموحدة أي المفتوحات وكذا في شرح المصنف على مسلم قال أي نابه وألم به أمر شديد.
قوله: (وَرَوَينَا في كِتاب الترمذِيُّ الخ) أورد في الحصين من حديث