فصل: اعلم أن الحمد مستحب في ابتداء كل أمر ذي بال كما سبق، كما يستحبُّ بعد الفراغ من الطعام والشراب، والعطاس، وعند خِطبة المرأة -وهو طلب زواجها- وكذا عند عقد النكاح، وبعد الخروج من الخلاء، وسيأتي بيان هذه المواضع في أبوابها بدلائلها، وتفريع مسائلها إن شاء الله تعالى، وقد سبق بيان ما يقال بعد الخروج من الخلاء في بابه، ويستحب في ابتداء الكتب المصنفة كما سبق، وكذا في ابتداء دروس المدرسين، وقراءة الطالبين، سواء قرأ حديثًا أو فقهًا أو غيرهما، وأحسن العبارات في ذلك: الحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أي لقوله تعالى: ({وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح: 4]، قال الشافعي في خطبة كتاب الأم ومنها نقلت أخبرنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: (وَرَفَعنَا لَكَ ذكرَكَ) أي لا أذكر إلَّا ذكر وأشهد أن لا إله إلَّا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله يعني والله أعلم ذكره عند الإيمان بالله والآذان ويحتمل ذكره عند تلاوة القرآن وعند العمل بالطاعة والوقوف عن المعصية اهـ، وسبق في كلام التاج بعد طرق الحديث لا يبدأ بحمد الله والصلاة علي والله أعلم.
فصل اعلم أن الحمد مستحب في ابتداء كل أمر ذي بال
قال في شرح مسلم قبيل كتاب آداب الطعام قال أصحابنا يستحب أن يذكر اسم الله تعالى على كل أمر ذي بال وكذلك يحمد الله تعالى في أول كل أمر ذي بال للحديث الحسن المشهور فيه. قوله: (بعْدَ الفراغ مِنَ الطعَام والشراب) أي لخبر مسلم إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها. قوله: (والعُطَاس) بضم العين المهملة مصدر عطس وهو مقيس في مصدر فعل إذا كان للأدواء كسعل سعالًا وزكم زكامًا ومشى بطنه مشاء. قوله: (وَعندَ خِطْبةِ المرأَةِ) بكسر الخاء المعجمة أي طلب تزوجها فيسن أن يأتي بخطبة متوجة بالحمد والصلاة على
النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يأتي. قوله: (وأَحسنُ العبَاراتِ الخ) إذ هي فاتحة الكتاب العزيز