ومَنْ قَرَأ ({قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1]، كانَتْ لَهُ كَعدْلِ ثُلُثِ القُرآنِ".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الاحتمال اهـ، وسيأتي لهذا مزيد. قوله: (ومَنَ قرأَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} الخ) أي كانت قراءتها كعدل ثلث القرآن قال المصنف نقلًا عن الماوردي القرآن على ثلاثة أقسام قسم يتعلق بالقصص وقسم بالأحكام وقسم بصفات الله تعالى والإخلاص متمحضة لها فكانت بمثابة الثلث وقيل أن ثواب قراءتها مضاعفًا يعدل ثواب قراءة ثلثه بلا تضعيف اهـ. قال العلقمي في شرح الجامع نقلًا عن الحافظ ابن حجر إن قول من قال أنه بغير
تضعيف دعوى بغير دليل يؤيد الإطلاق حديث مسلم قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن اهـ. قيل فعلى الأول لا يلزم من تكريرها استيعاب القرآن وختمه ويلزم على الثاني اهـ، وبيان اللزوم على الثاني أن من قرأ الإخلاص ثلاثين مرة يكون كمن قرأ القرآن مع المضاعفة إذ كل ثلاث مرات تعدل ختمة فمن قرأها ثلاثين مرة كأنه قرأ القرآن عشر مرات بلا مضاعفة وهي بمنزلة قراءته مرة مع المضاعفة ويلزم عليه مساواة قليل العمل لكثيره في حصول الثواب قال جمع ويشهد لكونها كعدل الثلث في الثواب ظاهر الحديث والأحاديث الواردة في أن إذا زلزلت تعدل النصف وكلا من النصر والكافرون يعدل الربع يؤيد ذلك لكن تعقب ابن عقيل ذلك وقال لا يجوز أن يكون المعنى فله أجر ثلث القرآن لقوله من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات اهـ، ورد بأن معنى ذلك فله أجر ثلث القرآن بلا مضاعفة بل أو معها ولا بدع في أن الله تعالى يجعل في الأحرف القليلة من الثواب ما لم يجعله في الكثيرة ألا ترى أن الصلاة الواحدة في كل من المساجد الثلاثة أفضل من أضعافها في غيرها من بقية المساجد "والحاصل" أن الأصل أن العمل الكثير أكثر ثوابًا من العمل القليل إلّا إن صح عن الصادق أن ثواب القليل أكثر فإن لم يصح عنه التصريح بذلك بل احتمل كلامه ذلك وغيره كما في المعادلة هنا قلنا الأصل أن ذا العمل الكثير أكثر ثوابًا فلا يعدل عنه إلَّا بصريح أو ظاهر قوي وأما مع تساوي الاحتمالين فلكل من التمسك بالأصل والتوقف وجه ومن ثمة قال ابن عبد البر السكوت في هذه المسألة أفضل من الكلام فيها وأسلم ثم أسند إلى أحمد أنه سئل كونها ثلث القرآن فلم يبد فيه شيئًا وقال إسحاق بن راهويه معناه أن الله تعالى لما فضل كلامه على سائر الكلام جعل