وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ قَرأ في ليلة {إِذَا زُلْزِلَتِ
الأَرضُ} [الزلزلة: 1] كانَتْ لهُ كعِدْلِ نصْفِ القُرآن، ومَنْ قَرأ ({قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1] كانَتْ لَهُ كَعِدْلِ رُبعْ القُرآن،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أحد المستقرين مع تعداد ما لكل منهما المبين لعدم استوائهما وذلك كله موجب لدوام الشرك والاستعداد للقاء بالعمل الصالح منه بما عند النوم ليقع هو ثم اليقظة منه على أكمل الهيئات وأعلى مراتب الاستعدادات وأيضًا فقد نص فيها على مدح قوم تتجافى جنوبهم عن المضاجع مع وصفهم بأكمل الصفات وجزاهم بأعالي الدرجات مما لا يحيط به إلّا المتفضل به فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين وذلك حامل أي حامل لمريد النوم على أنه إذا استيقظ أثناء ليله تطهر وصلى ودعا خوفًا وطمعا ثم اتفق مما رزقه الله من النعم الظاهرة والأحوال الباطنة ليحوز فضيلة الوراثة المحمدية.
وأما تبارك فقد ورد أنها شفعت لقارئها وعند الترمذي أنها المانعة المنجية من عذاب الله أي في القبر كما يدل رواية هي المانعة هي المنجية من عذاب القبر وخصت بذلك لافتتاحها وختمها بالماء الذي هو سبب الحياة فانتجت الشفاعة التي هي سبب الحياة الكاملة للمشفوع له وأيضًا افتتحها بعظائم عظمته ثم بباهر قدرته وإتقان صنعته ثم بذم من نازعه في ذلك وأعرض عنه ثم بذكر عقابهم وماله عليهم من النعم ثم ختمها بما اختصها به من بين سائر السور وهو الأنعام العام بالماء المعين الذي هو سبب الحياة المناسب لذلك كله المعافاة من سوء العطية بتشفيع هذه السورة في قارئها وجعلها مانعة عنه منجية له. قوله: (وَعَنْ أَبِي هريرةَ الخ) أخرجه عنه ابن السني وفي سنده راو شديد الضعف ثم
أخرج الحافظ عن أنس رضي الله عنه وروى الترمذي والحاكم والبيهقي في الشعب عن ابن عباس رضي الله عنهما إذا زلزلت تعدل نصف القرآن و ({قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1] تعدل ربع القرآن {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1] أَحَد تعدل ثلث القرآن وفي شرح الجامع الصغير للعلقمي قال الحافظ ابن حجر صحح الحاكم حديث ابن عباس وفي سنده عثمان بن المغيرة وهو ضعيف عندهم اهـ، وعزا في المشكاة تخريجه باللفظ المروي عن ابن عباس إلى أنس بن مالك أيضًا وأنه كذلك عند الترمذي. قوله: (مَنْ قرأَ إِذَا زُلزِلَت الخ) قال التوربشتي والبيضاوي