الأمر، كما تقول: لا تمت زيداً إذا دعوت له. ولو كان خبراً لقال: لا تجزني، ولا تموت زيد، يريد: لا ضنيت كما ضنيت بعدها وان كن قد جرت دموعهن كما جرت دموعي. وهذا كقوله:

أبديت مثل الذي أبديتُ من جزع ... ولم تجني الذي أجنيت من ألمِ

وقوله أيضاً:

يشتكي ما اشتكيت من ألم الشوق ... إليها والشوق حيث النحول

وهذا الدعاء كقول الآخر:

فلا يبعد الله الديار وأهلها ... وإن أصبحت منهم برغمي تخلت

لا يبعد جزم لأنه دعاء. ولو كان خبراً لكان رفعاً.

وقوله:

قالوا هجرت إليه الغيث قلت لهم ... إلى غيوث يديه والشابيب

يعني أن مصر لا تمطر، وإذا مطرت خرب كثير منها. وأهلها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015