وليس لها شاغل عن المجد وقتاً فما فوقه. والذي رويناه وقت بالرفع. ووقت اسم ليس، وشاغل صفة له. وليس يمنع ما رواه أبو الفتح. وفيما رويناه معنى لطيف ليس يؤديه اللفظ إذا نصب الوقت. وذلك إنه يريد لهذه الكف الشرق والغرب وما تحويانه مع عظمه وليس له وقت يشغلها عن المجد مع صغرها لأن كفاً تملك الأرض شرقاً وغرباً كانت بان تملك ما هو أصغر منهما. وإذا نصب وقتاُ كان شاغل مؤدياً لما أشرت إليه إلا إنه يبقى وقتاً كالفضلة التي لو سكت عنها جاز. فأنعم النظر برفق يتضح لك ما ذكرت.

وقوله:

أجدَ الحزن فيكَ حفظاً وعقلاً ... وأراهُ في الخلق ذعراً وجهلا

لكَ ألف يجره وإذا ما ... كرم الأصل كان للألف أصل

يريد: أنت إذا حزنت على هالك فإنما حزنت حفاظاً منك على وده وصحبته، ووفاء له. لأن الحفاظ والوفاء مما يدعو إليه العقل. وغيرك بحزن ذعراً أي خوفاً. أي خوفاً من ألم الفراق، وجبناً منه. وجهلا من غير معرفة بالسبب الموجب للحزن. ثم فسر هذه الجملة فقال: للألف، وهو مصدر ألفه والألفة. يقال ألفه ألفاً. وقد قرئ لإيلاف قريش الفهم. وليس الإلف هاهنا بالأليف. يقول فالإلف تابع لكرم الأصل. والإلف هو الذي جر الحزن عليك أي جناه. يقال جررت على

فلان جريرة أي جنيتها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015