ينام في بعضها، أو يجد فيها روحاً. إذ كانت المدة الطويلة مما تُسلى كقول القائل:

إذا ما شئت أن تسلى حبيباً ... فأكثر دونه عدد الليالي

ويكون غرض أبي الطيب كغرض القائل:

ما أحدث النائي المفرق بيننا ... سلوا ولا طول اجتماع تلاقيا

يقول: فليالي وإن كثرت فما تتغير حالي فيها، ولا ينقص غرامي ووجدي بالحبيب مع تكاثرها. بل قد دلت في الطول على حالة واحدة.

وقوله:

إذا كان شم الروح أدنى إليكم ... فلا برحتني روضة وقبول

قد كرر أبو الفتح استجادة هذا البيت في كتابه الفسر حتى غلا فيه، وأبعد المرمى في التقريط والرضى. لكنه لما بلغ التفسير قصر قال: أي إذا كنتم تؤثرون شم الروح في الدنيا وملاقاة نسيمها فلا زلت روضة وقبولا انجذاباً إلى هواكم، ومصيراً إلى ما تؤثرونه ويكون سبب الدنو منكم. ثم جعل الاسم نكرة، والخبر معرفة لأجل القافية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015