وقوله:

ومَنْ لم يعشَقِ الدنيا قديماً ... ولكن لا سبيل إلى الوصال

ظاهر هذا المعنى مدخول. لأنه كم من عاشق للدنيا واصلته وواصلها، وهم الملوك والأغنياء وذووا النعمة واللهو والمترفون. ومخرج هذا المعنى على وجوه:

أحدها: إنه يريد لا سبيل إلى الوصال لكل واحد. فأما من عددنا من أهل الغنى فهم أفراد لا حكم لهم.

ووجه آخر وهو أن يريد: نعشق من الدنيا دوام نعمها، وبقاء الملك فيها والعمر فلا سبيل إلى ذلك لأحد. ويدل على ذلك أن الدنيا من غير صفة لا تفيد معنى ألا ترى إن الدنيا قد واصلت كل حي إذ كان حياته فيها وصالاً. والحياة من غير نعيم

لا تعشق.

وقوله:

رواق العز فوقكِ مسيطر ... ومُلكُ علي ابنك في كمال

عابه الصاحب بن عباد أبو القاسم رحمه الله هذا البيت. وقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015