وقوله:

لم تر من نادمت الآكا ... لا لسوى ودّك لي ذاكا

ولا لحبيها ولكنني ... أمسيتُ أرجوك وأخشكا

لم تر التاء لمخاطبة الممدوح، و (من) نكره مثل قوله:

يا رب من يبغض أذوادنا ... رحن على بغضائه واعتدين

يريد إنساناً نادمته يعتد عليه بمنادمته إياه. يقول: وإنما سمحت بمنادمتك لشدة حبك لي ولولاها لما نادمتك. و (الهاء) في حبيها ضمير الخمر، وإن لم يجر لها ذكر. كقوله تعالى: إنا أنزلناه في ليلة القدر. يريد القرآن يقول: ما نادمتك لحبيها ولكن لأني أرجوك

فما نبالي إذا ما كنت جارتنا ... ألا يجاوزنا إلاك ديار

وأخشاك. وقوله: ولا لحبيها عطف على قوله: (لا لسوى ودك) كأنه يقول: لم تر أحداً نادمته غيرك لأمر غير ودك لي تلك المنادمة، ولا لحبي الخمر. وقوله

ولكنني أصبحت أرجوك وأخشاك غير ناقص قوله: لا لسوى ودك. ولكنه كلام يؤكد.

فكأنه يقول: ليس ذلك إلا لودك، ولاني أرجوك وأخشاك لا لحبي الخمر فتأمله يتضح لك.

وقوله:

ولو قلنا فدى لك من تساوي ... دعونا بالبقاء لمن قلانا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015