وقوله: (من أحبته) جائز أن تكون الهاء للعاشق كما ذكر. والأولى عندي أن تكون عائدة على الزمان يريد: أحبة الناس فيه، أضافهم إلى الزمان لأنهم فيه. كأنه قال: الزمان له كل الأحبة في مذموم كما ذممت بدرك. ثم قال: (في حمد احمده) يريد ذمهم الزمان مع حمده إياي (ففي) بمعنى (مع). كما تقول: مرَّ وهو يقرأ في سيره، أي مع سيره. ومثله قول الشاعر:

رأيت الليالي ينتهبن شيبتي ... فأوضعت باللذات في ذلك النهب

وقوله:

وكنت السيفَ قائمه إليهم ... وفي الأعداء حدُّك والغِرارُ

فأمست بالبُديّة شفرتاه ... وأمسى خلفَ قائمه الحِيار

الحيار، والبدية، أما الحيار: فقريب إلى العمارة. وأما البدية: فواغلة في البر، وبينهما مسيرة ليلة. يقول: جاوزت الحيار في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015