قوله:

وعندها لذّ طعم الموت شاربُهُ ... إن المنية عند الذّل قنديدُ

القنديد: الخمر. وقيل هي التي فيها الافاويه والطيب. وأنشدوا بيت الأعشى:

ببابل لم تعصر فجاءت سلافه ... تخالط قنديداً ومسكاً مختما

يريد أن المنية عند الذل طيبة كالقنديد. كأنه لو أمكن أن يقال: أن المنية عند الذل عسل أو ما أشبه ذلك. وهذا كقول القائل:

الموت أحلى عندنا من العسل

لا عار بالموت إذا الموت نزل

إلا أن في الخمر معنى التساقي الذي يستعمل في الموت والحرب. وليس في العسل ذلك. وهم يقولون: ورد الموت، وسقيته الموت، وليس لغيرها من الأطائب

هذه المشاركة في اللفظ. ألا ترى إلى قول القائل:

فما في تساقي الموت في الحرب سبة ... على شاربيه فاسقني منه واشربا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015