وقال ابن المسيب: (للَّه تعالى ألف عالمٍ؛ ست مئة في البحر، وأربع مئة في البر).
وقال مقاتل: (ثمانون ألفًا؛ نصفها في البر ونصفها في البحر).
وقال وهب: (ثمانية عشر ألف عالمٍ: الدنيا عالمٌ منها، وما العمران في الخراب إلا كفسطاطٍ في صحراء) (?).
وقال كعب الأحبار (?): (لا يحصي عدد العالمين أحدٌ غير اللَّه سبحانه وتعالى؛ قال اللَّه تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ}) (?).
و (أل) في (العالمين) للاستغراق، وجمع العالم شاذٌّ، لأنه اسمُ جمعٍ كـ (الأنام)، وجمعه بالواو والنون أشذ؛ لعدم استكماله شروط هذا الجمع، لكن لما كان بعضُ مدلوله وهم العقلاء أشرفَ. . غُلِّبوا.
ومنع بعض المحققين كونه جمعًا لـ (عالم) قال: بل هو اسم جمعٍ له؛ لئلا يلزم أن المفرد أعم من جمعه؛ لاختصاص (العالمين) بالعقلاء، وشمول (العالم) لهم ولغيرهم، فهو نظير قول سيبويه: ليس (أعراب) -لكونه لا يطلق إلا على البدوي- جمعًا لـ (عرب) لشموله له وللحضري (?).
وجوابه: منع اختصاص العالمين بالعقلاء، بل يشمل غيرهم أيضًا، كما صرَّح به الراغب (?)، وإنما غُلِّبوا في جمعه بالواو والنون لشرفهم، وعلى التنزل وأن (العالمين) خاصٌّ بالعقلاء. . فهو جمعٌ لـ (عالم) مرادًا به العاقل، فلا محذور حينئذ، وإنما لم يجز (شيؤون) جمع (شيء) مرادًا به العاقل؛ لأن (شيئًا) ليس صفةً ولا علمًا، فلا يجمع بالواو والنون.
(قيوم) فَيْعُول من أبنية المبالغة، قُلبت الواو ياء وأُدغمت في الياء، وأحسن