بسم اللَّه الرحمن الرحيمِ
وَبِهِ نَسْتَعِينُ
وصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلهِ وَصَحْبِهِ
الحمد للَّه الذي وفَّق طائفةً من علماء كل عصرٍ للقيام بأعباء الأحاديث والسُّنن، وميَّزهم على من سواهم بسلوكهم أوضحَ المحجة وأقومَ السَّنَن، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، شهادةً أنتظم بها في سلكهم، وأتبوأ بخلوصها سوابغ النِّعم وسوابق المنن، وأشهد أن سيدنا محمدًا صلى اللَّه عليه وسلم عبده ورسوله، خير من أوتي الحكمة وفصل الخطاب، وأفضل من تحلَّى بمعالي الخُلق الحسن، صلى اللَّه وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، الذين بذلوا أنفسهم في نقل جوامع أقواله (?)، وغرر أحواله إلينا؛ لنأمن من غوائل المحن والفتن، صلاةً وسلامًا دائمينِ بدوام جوده على أمته في السِّر والعلن.
أما بعد:
فإن "الأربعين" التي خرَّجها الشيخ الإمام، والصدِّيق الهمام، ولي اللَّه تعالى بلا نزاع، ومحرر مذهب الإمام الشافعي بلا دفاع، محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف النواوي، قدس اللَّه تعالى روحه، ونوَّر ضريحه. . لما كانت أحاديثها من جوامع كلمه صلى اللَّه عليه وسلم، المشتملة على أبلغ المعاني، وأحكم المباني، حتى وُصِف أكثرها بأن عليه مدار الإسلام، وابتناء أكثر الأحكام. . كانت حقيقةً بأن يُعتنى بها حفظًا وتعليمًا، وتفهُّمًا وتفهيمًا.
فلذا عنَّ في أن أكتب عليها شرحًا يعرِّف رواتَها، ويُبيِّن أحكامها، ويوضِّح