الحديث على عمومه؛ لأن الذنب إما شركٌ فيغفر بالاستغفار منه وهو الإيمان، أو غيره فيغفر بالتوبة، وكذا بسؤال المغفرة بنحو: (اللهم؛ اغفر لي)، أو: (أستغفر اللَّه) لأنه خبرٌ في معنى الطلب.
واعلم: أن المصنف رحمه اللَّه تعالى وشكر سعيه صدَّر في الخطبة أنه يأتي بأربعين حديثًا، وقد زاد عليها اثنين فزاد خيرًا، وكأنهما أعجباه، وهما جديران بذلك، فناسب الختم بهما؛ لأن أولهما من باب الوعظ بمخالفة الهوى ومتابعة الشرع، وهذا جامعٌ لجميع ما في هذه "الأربعين" وسائر دواوين السنة، بل ولما في الكتاب العزيز أيضًا كما مر، وثانيهما ترغيبٌ في الدعاء والرجاء والاستغفار من الذنوب، والطمع في رحمة علام الغيوب.
نسأل اللَّه تعالى المانَّ بفضله أن يرحمنا برحمته الخاصة والعامة، وأن ينجينا من أهوال الحاقة والطامة، وأن يمنَّ علينا بتوفيقه، والهداية إلى سواء طريقه، ونتوسَّل إليه به، وباسمه الأعظم، وبكل اسمٍ هو له، استأثر به في علم غيبه، أو علَّمه لأحدٍ من خلقه، وبشرف كتبه المنزلة، وأنبيائه ورسله، وبخاتمهم وأفضلهم محمد صلى اللَّه عليه وسلم، وبملائكته المقربين. . أن يختم لنا بالحسنى، وأن يبلغنا من فضله المقام الأرفع الأسنى، وأن يوفقنا من القول والعمل لما يحبُّه ويرضاه، وأن يجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم لقاه، وأن يقربنا لديه (?)، ولا يخجلنا بين يديه؛ إنه الجواد الكريم، الرؤوف الرحيم.
والحمد للَّه الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا اللَّه.
يا ربنا؛ لك الحمد حمدًا يوافي نعمك، ويكافئ مزيدك، كما ينبغي لجلال وجهك، وعظيم سلطانك، سبحانك، لا نُحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك.
والصلاة والسلام على أشرف مخلوقاتك، وعين أخصَّائك محمدٍ صلى اللَّه عليه