يا رسول اللَّه؛ ما الإثم؟ قال: "إذا حاك في صدرك شيء. . فدعه" (?) وسند هذا جيدٌ على شرط مسلم.
وزعمُ ابن معين أن فيه انقطاعًا. . رَدَّه أحمد، ومن طريق أخرى عن أبي ثعلبة الخشني قال: قلت: يا رسول اللَّه؛ أخبرني ما يحلُّ لي ويحرم عليَّ، قال: "البر ما سكنت إليه النفس. . . " الحديث (?)، وسندها جيدٌ أيضًا.
وخرجه الطبراني بسندٍ ضعيفٍ عن واثلة: قلت للنبي صلى اللَّه عليه وسلم: أفتني عن أمرٍ لا أسال عنه أحدًا بعدك، قال: "استفت نفسك" قلت: كيف لي بذلك؟ قال: "تدع ما يريبك إلى ما لا يريبك وإن أفتاك المفتون" قلت: كيف لي بذلك؟ قال: "فضع يدك على قلبك؛ فإن الفؤاد يسكن للحلال ما لا يسكن للحرام" (?).
من أراد الاحتجاج بحديثٍ من "السنن" كـ"أبي داوود" و"الترمذي" و"النسائي" و"ابن ماجه" و"الموطأ" وغيرها، لا سيما "ابن ماجه" و"مصنف ابن أبي شيبة" و"عبد الرزاق" ونحوها مما يكثر فيه الضعيف وغيره، أو بحديث من "المسانيد"؛ فإن تأهَّل لتمييز الصحيح من غيره. . امتنع عليه أن يحتجَّ بحديثٍ من ذلك حتى ينظر في اتصال إسناده وحال رواته، وإن لم يتأهل له. . نَظَر؛ فإن وجد إمامًا صحَّح أو حسَّن شيئًا. . قلَّده، وإلَّا. . لم يجز له الاحتجاج به؛ لئلا يقع في الباطل وهو لا يشعر.
وإنما سوينا بين "السنن" و"المسانيد" في ذلك؛ لأن أصحابها لم يلتزموا الصحيح ولا الحسن خاصةً، بل أدخلوا فيها الضعيف وغيره.
* * *