على كل شيء" وقد مر (?)، وخبر: "الخلق عيال اللَّه، وأحب الناس إلى اللَّه أشفقهم على عياله" (?).
وبتصدقِ كلٍّ عن أعضائه بنحو ما مر يحصل مقصود ما مر من خبر: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، وخبر: "من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر. . فليكرم جاره. . . " الحديث، ومرَّ فيهما أن المقصود منهما: جمع القلوب وائتلافها، وإقامة كلمة الحق، وقوة شوكة الإسلام، وفي ذلك من النفع العائد على المتصدق والإسلام والمسلمين ما لا يخفى عظيم موقعه، فعلم عظم موقع هذا الحديث وما جمعه وما أشار إليه من الأحكام والحكم العامة والخاصة (?).
ومن ثم كان المقصود منه يرجع إلى قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} وإلى قوله صلى اللَّه عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان؛ يشد بعضه بعضًا" (?)، وقوله: "المؤمن كثير بأخيه" (?)، وقوله: "المؤمن مرآة المؤمن" (?) أي: يبصِّره من نفسه ما لا يراه بدونه، وقوله: "انصر أخاك ظالمًا -أي: بالأخذ على يده وكفه عن ظلمه- أو مظلومًا" (?) أي: بإعانته على ظالمه وتخليصه منه، وقوله: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد. . . " الحديث (?)، ونحو ذلك كثيرٌ في القرآن والسنة.
* * *