في روايات أُخر لمسلم وغيره: أن كتابة تلك الأمور عقب الأربعين الأُولى (?)، وبهذا أخذ جماعةٌ من الصحابة.
وجمع بعضهم بأن ذلك بختلف باختلاف الناس؛ فمنهم من يكتب له ذلك عقب الأربعين الأُولى، ومنهم من كتب له ذلك عقب الأربعين الثالثة، ولعل الجمع بهذا أَولى من قول القاضي عياض -وإن أقره المصنف-: إن (ثم يبعث) وما بعده معطوفٌ على (يجمع) ومتعلقاته، لا على (ثم يكون مضغة مثله) بل هو و (ثم يكون علقة مثله) معترضان بين المعطوف والمعطوف عليه (?)، ومن قول غيره (?): إنها تكون مرتين: مرة في السماء، وأخرى في بطن الأم.
وظاهر رواية البخاري: أن النفخ بعد الكتابة، وفي رواية البيهقي عكسه (?)، قيل: فإما أن يكون من تصرُّف الرواة، أو المراد: ترتيب الإخبار فقط (?)، لا ترتيب ما أُخبر به.
وأقول: الأَولى: تقديم رواية البخاري؛ لأنها أصح وأثبت.
(بأربع كلمات) في خبر "صحيح ابن حبان": "خمس" الثلاثة الآتية، والأثر، والمضجع (?)؛ أي: القبر، وفي حديث صحيحٍ أيضًا: "أذكرٌ أو أنثى؟ شقيٌّ أو سعيد؟ وما عمره؟ وما أثره؟ وما مصائبه؟ فيقول اللَّه تعالى، ويكتب الملك، فإذا مات الجسد. . دُفن من حيثُ أُخِذ ذلك التراب" (?) ولا تنافي؛ لأن الزائد على تلك الأربع أُعلم به صلى اللَّه عليه وسلم بَعْدُ.