وعند المخاصمات، فيكون بانتزاع الشاهد منها فصلُ الخطاب، وإلقامُ المنازِع حجرًا، ومع ذلك فالمستشهدُ ببيت منها على ما يطابق مقتضى الحال يَنْبُلُ في الأعين، ويكبرُ في الصدور، وهي كلُّها غُرَرٌ، وجميعُها دُرَرٌ، ولكني استحسنتُ أن أنتقي منها في هذه الأوراق ما فاقَ وَرَاقَ، وأضم إليه ما قد حفظته من أشعار العرب ومن يلحق بهم من المخضرمين، ومَنْ بعدهم من الشعراء المفلقين، حتى يصير مجموعُ ذلك نزهةً للناظرين من المتأدبين، وروضةً للراغبين في نتائج عقول فحول المجيدين من الأولين والآخرين [1أ]
وقد جعلت عَلامَةَ ما زدته من عندي نقطةً مقابلةً له ليتميز بذلك عن أبيات الكتاب، فأول ما ذكره في مجموعه قولُ الشاعر:
الله أنجح ما طلبت به ... والبر حقيبته الرَّحْلُ
[خفْض] (?) الجأش واصبري قليلاً ... فالرازيا إذا توالت تولَّتْ *
ولا خير فيمن لا يوطّن نفسَه ... على نائباتِ الدهر حين تنوبُ * (?)
فقلت لها يا عَزَّ كلُّ مصيبةٍ ... إذا وُطِّنَتْ يومًا لها النّفسُ ذلَّتِ * (?)
وإذا افتقرت إلى الذخائر ... لم يجد ذخرًا كصالح الأعمال *
من يفعل الخير لا يُعدم جوازَيهُ ... لا يذهب العرف بين الله والناس * (?)