يفهم كتاب الله وسنة رسوله [صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] (?) على مقتضى لغة العرب فلا يتم له معرفة أصل معنى اللفظ إلا بمعرفة علم اللغة، ولا يتم له معرفة أصل أبنية الألفاظ العربية إلا بمعرفة علم الصرف، ولا يمكنه معرفة الحركات الإعرابية إلا بعلم النحو، ولا يمكنه معرفة دقائق العربية وأسرارها إلا بعلم المعاني والبيان، ولا معرفة قواعد اللغة الكلية إلا بعلم الأصول.

ولهذا كانت هذه العموم هي المقدمة في العلوم الاجتهادية، وإن خالف في [اعتبار] (?) البعض منها في الاجتهاد بعض أهل العلم، فالحق اعتبار الجميع (?)؛ لأن فهم لغة العرب على الوجه المطابق لما كانت عليه اللغة لا يتم [1ب] إلا بذلك، ولا ريب أن دقائق اللغة يستفاد من العلم بها العلم بدقائق الكتاب والسنة، والدقائق [2] تستخرج منها الأحكام الشرعية كما تستخرج من الظواهر.

إذا تقرر لك هذا فاعلم أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[إنما] (?) قال لوفد بني عامر لما قالوا: أنت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015