عن أنس بن مالك قال: كان رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُكثر القِناعَ كأنه ثوبَه ثوبُ زيّات.
والقِناعُ والتقنُّع وهو التَغَشّي بالثواب كما في القاموس (?) وغيره (?) من كتب اللغة. وثبت أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ جاء إلى أبي بكر متقنِّعًا بالهاجرة.
فإن قلتَ يُشكل على هذا ما قاله ابنُ القيم (?) من أنه لم يُنقل عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أنه لبس الطَيْلَسان (?) ولا أحدٌ من أصحابه، بل قد ثبت في صحيح مسلم (?) من حديث النّواسِ بن سمعانَ (?) عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أنه ذكر الدّجال فقال: يخرج معه سبعون ألفًا من يهود أصفهان عليهم الطيالسة.
ورأى أنسٌ جماعةً من الطيالسة فقال: ما أشبَهَهُم بيهود خيبر.
قال ابنُ القيِّم (?): ومن هنا كرِه جماعةٌ [13] من السّلف والخلَفِ لُبْسَ الطيلسانِ لما رواه أبو داودَ (?) الحاكم في المستدرك (?) عن ابن عمرَ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ