وهذه حجة قاهرة ودليل عظيم لا يمكن صاحب الرأي أن يدفعه بدافع أبدًا فاجعل هذه الآية الشريفة أول ما تصك به وجوه أهل الرأي وترغم به آنافهم، وتدحض به حججهم فقد أخبرنا الله في محكم كتابه أنه أكمل دينه ولم يمت رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- إلا بعد أن أخبرنا بهذا الخبر عن الله عز وجل. فمن جاءنا بشيء من عند نفسه وزعم أنه من ديننا قلنا له الله أصدق منك فاذهب فلا حاجة لنا في رأيك.
وليت المقلدة فهموا هذا الآية حق الفهم حتى يستريحوا ويُريحوا. ومع هذا فقد أخبرنا في كتابه أنه أحاط بكل شيء فقال: {ما فرطنا في الكتاب من شيء} (?) وقال: [تعالى] (?): {ونزلنا عليك الكتاب تبيانًا لكل شيء وهدى ورحمة} (?) ثم أمر عباده بالحكم بكتابه فقال: {وأن أحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم} (?) وقال: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيمًا} (?) وقال: {إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خيبر الفاصلين} (?) وقال: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} (?) وقال: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون} (?) وقال: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون} (?) وأمر