وقال أحيحة «1» بن الجلاح:
والصمت أحسن بالفتى ... ما لم يكن عىّ يشينه
والقول ذو خطل إذا ... ما لم يكن لبّ يعينه
وبعد معرفة النحو علم الدين، والفقه والتفقّه فيه، ومعرفة الحلال والحرام منه.
وقيل للحسين: ما المروءة؟ قال: الدّين المتوسّط.
وقال له رجل: علّمنى دينا وسوطا، لا ذاهبا فروطا، ولا ساقطا هبوطا.
فقال: نعم، خير الأمور أوساطها. وأنشد أبو عبيدة «2» :
لا تذهبنّ فى الأمور فرطا ... وكن من الناس جميعا وسطا
وعلى قدر دين الرجل حسن منقلبه، وعلى حسب سريرته منزلته من ربّه.
وإنما يبين عن الناس أعمالهم، ويلحقهم بالصّلّاح والطّلّاح آثارهم- واعتمدنا تأليف هذا الكتاب، والحثّ على طلب الأدب والترغيب فيه، والحضّ على الإكثار منه، فإنّ المستكثر من شىء، «3» إن لم يدرك آخره ولم يأت على غابره استكثر من الصواب، واستقل من الخطأ، وتزيّن به عند الناس، واستتر به من لؤم الأصل، وإنّما الإنسان بنفسه وابن خبره.
وقالت عائشة: كلّ لؤم دونه شرف فالشرف أولى به، وكل شرف دونه لؤم فاللؤم أولى به.