عيره الله بذلك. وقال رسول الله صلّى الله عليه: «ما كان من العين والقلب فمن الله ومن الرحمة، وما كان من اليد واللسان فمن القسوة والشيطان» .
ويروى أن عبيد الله بن العباس كان عاملا لعلىّ بن أبى طالب رضى الله عنه على اليمن، فخرج إلى علىّ واستخلف على صنعاء عمرو بن أراكة الثقفى، فوجّه إليه معاوية بسر بن أرطاة، فقتل عمرو بن أراكة، فجزع عليه أخوه عبد الله فقال أبوه «1» فى كلمة له:
وقلت لعبد الله إذ جدّ باكيا ... حزينا وماء العين منحدر يجرى
لعمرى لئن أتبعت عينيك ما مضى ... به الدهر أو ساق الحمام إلى القبر
لتستنفدن ماء الشؤون بأسره ... ولو كنت تمريهنّ من ثبج البحر
تأمّل فإن كان البكا ردّ هالكا ... على أحد فاجهد بكاء على عمرو
ولا تبك ميتا بعد ميت أجنّه ... علىّ وعباس وآل أبى بكر «2»
وكان بسر قتل خلقا باليمن- يقول بعضهم- حتى أخاض الخيل فى الدماء.
وكان فيمن قتل طفلان لعبيد «3» الله بن العباس أخذهما من المكتب، فروى أنه قتلهما وهما يقولان: يا عمّ لا نعود. وأما الرواية الفاشية التى كأنها إجماع فإنه