وقال «1» صلّى الله عليه: أوصانى ربّى بتسع خصال: الإخلاص فى السرّ والعلانية، والعدل فى الرّضا والغضب، والفضل «2» فى الفقر والغنى، وأن أعفو عمّن ظلمنى، وأعطى من حرمنى، وأصل من قطعنى، وأن يكون نطقى ذكرا، وصمتى فكرا، ونظرى عبرا،،.
وقال أنس بن مالك: لمّا قدم رسول الله صلّى الله عليه المدينة جاءت بى أمّى إليه فقالت: يا رسول الله، هذا ابنى جئتك به ليخدمك، فخدمته عشر سنين ما سمعته قال أفّ قطّ، ولا قال فى شىء فعلته: لم فعلته؟ ولا قال فى شىء لم أفعله: لم لم تفعله؟ فلما كانت السنة الّتى توفّى فيها رسول الله صلى الله عليه جاءته أمّى، فقالت: يا رسول الله خادمك أنس تدعو الله له، فقال:
اللهمّ أطل عمره، وكثّر ولده وماله، واغفر له. فقال أنس: قد دفنت من ولدى مائة إلّا اثنين، أو مائة واثنين، وغلّتى تأتينى فى السّنة مرتين. وبلغ سنّه مائة سنة وسنين بعد ذلك لم يعدّه، وخلّف من الولد عددا كالقبيلة الوافرة. قال أنس:
وإنى لأرجو الله فى الدعوة الرابعة. ولم يسأل صلى الله عليه الله عز وجل شيئا فمنعه.
ويروى أنه نظر إلى عصابة قادمة من الأعراب ولم يكن عنده فى ذلك الوقت شىء يقسمه بينهم، فتناوله بعضهم بما كرهه، فجاءوه فقالوا: يا رسول الله الله اقتصص منا، فقال عليه السّلام: لا أفعل.
وقال صلّى الله عليه لوافد وفد عليه، فسأله عن شىء فكذبه: أسألك فتكذبنى! لولا سخاء فيك ومقك الله عليه لشردت بك من وافد القوم.