الفتّاح. وكنت لا أدرى ما فاطِرِ السَّماواتِ
حتى سمعت أعرابيّا ينازع فى بئر فقال: أنا فطرتها، يريد أنشأتها.
وكان «1» أبو «2» محلم من أفصح من رأيت لسانا، وحدّثنى قال: جئت يونس بن حبيب النحوىّ فسألته عن هذا الحديث «3» : «خير المال سكّة مأبورة ومهرة مأمورة «4» » فقال:
هذا من لغاتكم يا بنى سعد، ويقال: خير المال نتاج أو زرع، فأنشدته «5» :
لهفى على شاة أبى السّباق ... عتيقة من غنم عتاق
مرغوسة مأمورة معناق «6» ... تحلب رسلا طيّب المذاق
فكتبه يونس على ذراعه وقال: إنك لجيّاء بالخير. قال أبو محلّم: المرغوسة النامية «7» ، وأنشد للعجّاج «8» :
إمام رغس فى نصاب رغس ... من نسل مروان قريع الإنس
وابنة «9» عباس قريع عبس
وحدّثنى عن الأصمعىّ قال: رأيت امرأة من بنى تميم لم أر أفصح منها، فسمعتها تدعو على أخرى وتقول: إن كنت كاذبة فحلبت قاعدة. قال: رعية الغنم عندهم ضعة فإنما تتمنّى لها ذلك.